fbpx

الجمعة 19 رمضان 1445هـ - 29 مارس، 2024

مخاوف من “سيطرة مصر على غزة”.. ومحلل يتحدث عن “دوافع إعمار القطاع”

img

بعنوان “هل تخطط مصر لاستعادة السيطرة على قطاع غزة؟”، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريرا طرحت فيه تساؤلات عن نوايا مصر بشأن “إعادة حكمها” على قطاع غزة، وذلك تعليقا على مشاركتها في عملية إعادة إعمار  القطاع بعد 11 يوما من تصعيد عسكري هو الأعنف مع الجانب الإسرائيلي منذ عام 2014.

ونجحت مصر، المجاورة لقطاع غزة، 21 مايو الماضي، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد اتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة حماس والتي لعبت القاهرة دورا أساسيا في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.

واعتبرت الصحيفة أن مشاهد دخول عشرات الجرافات والشاحنات المصرية إلى قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، دفع بعض الفلسطينيين إلى التساؤل عما إذا كانت مصر تخطط للعودة إلى القطاع الذي حكمته بين عامي 1948 و 1967.

وذكر التلفزيون الرسمي، في 4 يونيو الجاري، أن مصر أرسلت معدات هندسية وأطقما فنية إلى قطاع غزة بناء على توجيهات الرئيس  المصري، عبد الفتاح السيسي، لبدء عملية إعادة الإعمار في القطاع.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي عشرات الجرافات والرافعات والشاحنات تحمل الأعلام المصرية وتصطف على الحدود لبدء العبور إلى غزة.

في المقابل، يؤكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وخبير القانون الدولي، أيمن سلامة، أنه “لا يمكن إغفال الإرث التاريخي للعلاقات المصرية – الفلسطينية وقطاع غزة تحديدا”.

والإدارة المصرية لقطاع غزة بدأت عام 1948  خلال الحرب العربية الإسرائيلية، واستمرت حتى يونيو 1967، حيث تم تشكيل حكومة عموم فلسطين (لا تحظى باعتراف الأمم المتحدة).

واعتبر سلامة أن “مصر تلعب حاليا دورا استراتيجيا لا يمكن فصله عن دورها التاريخي، وعن الطبيعة القانونية والواقعية التي كانت بين مصر وقطاع غزة”، مذكرا أن “مصر لم تقم بضم قطاع غزة إليها في فترة 1948-1967”.

وأوضح أنه “بالرغم من تعيين مصر لحاكم عسكري في غزة لتصريف الأعمال حينها، ولكن الوثائق والمحاكم المصرية بجميع قراراتها تؤكد أن القطاع لم يعتبر يوما جزء من الإقليم المصري”.

وبالعودة إلى الصحيفة، فقد نقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن “وجود فرق البناء المصرية في قطاع غزة يعني أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لن تتمكن من استئناف الهجمات الصاروخية على إسرائيل”.

وتساهم مصر حاليا في أعمال البناء داخل الأحياء المدمرة، بعدما كانت قد أعلنت عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار أميركي كمبادرة تخصص لإعادة الإعمار في قطاع غزة، فضلا عن تواجد طواقم طبية مصرية أثناء القصف، الذي أسفر عن 230 قتيلا على الأقل بينهم 61 طفلا وإصابة أكثر من 1710 شخص.

وأوضحت المصادر للصحيفة أنه “من الصعب على حماس الشروع في جولة أخرى من القتال مع إسرائيل في ظل وجود العديد من المصريين داخل قطاع غزة”.

ونقلت عن صحفي فلسطيني (لم تكشف عن اسمه) قوله: “هناك شائعات كثيرة عن أن المصريين يخططون للعودة إلى قطاع غزة، الكثير من الناس هنا مقتنعون بأن أعمال إعادة الإعمار التي ترعاها مصر هي جزء من خطة لتمهيد الطريق لوجود أمني مصري دائم في القطاع”.

وهنا يشدد سلامة على أنّ “الجهود المصرية الضخمة في القطاع متفق عليها منذ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، وبموافقة إسرائيلية وبترحيب من المجتمع الدولي”.

وسبق لوزارة الأشغال العامة والإسكان التابعة لحماس، أن أعلنت الجمعة الماضي،  أن 1500 وحدة سكنية دُمرت خلال القتال، فضلا عن تعرض 1500 وحدة أخرى لأضرار غير قابلة للإصلاح بينما تعرضت 17 ألف وحدة لأضرار جزئية. وقال مسؤول في الحركة إن تكلفة إعادة البناء تبلغ 150 مليون دولار، بحسب “رويترز”.

وعن الأسباب الداخلية التي تدفع مصر لإعادة الإعمار، قال سلامة إن “مصر لم تنسَ حرب 2008، وتحديدا أثناء عملية الرصاص المصبوب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، ما أدى إلى فرار ما يناهز 30 ألف شخص من غزة”، مضيفا أن “الأمن القوي المصري والقيادة العليا تعلم جيدا هذا التاريخ (حرب عام 2008) الذي يشكل لها هاجسا خطيرا”.

وحصلت عملية الرصاص المصبوب بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حماس من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008، وقد أسفرت عن مقتل  1417 فلسطينيا على الأقل من بينهم 926 مدنيا و412 طفلا و111 امرأة وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيليين و3 مدنيين وإصابة 400 آخرين أغلبهم من المدنيين.

وينفي سلامة ما ورد في التقرير لجهة نوايا مصرية بضم القطاع إليها، مشددا على أنّ هناك أسباب عدة تمنعها من قيام أي علاقة تبعية لغزة وأبرزها “وجود خلافات إيديولوجية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة داخل قطاع غزة، وهناك أيضا خلافات جذرية عميقة بين حركة فتح في رام الله وحماس في غزة، ولم تفلح أي دولة من مصر وقطر وصولا إلى السعودية في حلها”.

  • العلامات :
  • لا يوجد علامات لهذا المقال.
img
الادمن

العدسة

اترك تعليقاً

العلامات

المنشورات ذات الصلة