fbpx

الجمعة 19 رمضان 1445هـ - 29 مارس، 2024

تأثيرات كورونا تزيد الاضطرابات النفسية بين الأطفال

img

مع تفشي فايروس كورونا حول العالم، فرضت العديد من الدول إجراءات احترازية للحد انتشار كوفيد-19، وفرضت حظر على التنقل والحركة في بعض الأوقات، الأمر الذي تسبب في أضرار جسيمة في قطاعات الحياة المختلفة.

وفي دراسة حديثة كشفت عن أن سياسة الإغلاق المتعلقة بمكافحة كورونا أدت إلى زيادة الاضطرابات النفسية بين الأطفال على مستوى العالم.

وذكرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الإغاثية الدولية الجمعة، استنادا إلى بيانات “متتبع أكسفورد للاستجابة الحكومية لجائحة كورونا”، والتي تم استخلاصها من نتائج استطلاعات شملت أكثر من 13 ألف طفل في 46 دولة، أن الإغلاق تسبب في زيادة حالات الاكتئاب والخوف والشعور بالوحدة وحتى إيذاء النفس بين الأطفال.

وبحسب البيانات، تحدث 83 في المئة من الأطفال عن زيادة المشاعر السلبية لديهم بسبب الجائحة، وظهرت هذه المشاعر بقوة أكبر بين 96 في المئة بعدما تم إغلاق المدارس لفترة زادت عن 17 أسبوعا.

ووفقا للدراسة، لم تخضع نحو 50 في المئة من حالات الأمراض النفسية بين الأطفال للعلاج في الدول الصناعية، وتتراوح النسبة بين 76 في المئة و85 في المئة في الدول النامية.

وقالت ماري دال، رئيسة قسم الصحة النفسية في منظمة “أنقذوا الأطفال”، إن إجراءات كورونا مهمة لاحتواء انتشار الجائحة، لكن العزلة الاجتماعية يمكن أن تسبب القلق والاكتئاب لدى الأطفال، وأضافت “إذا لم يلق هذا استجابة، يمكن أن تنشأ عنه عواقب طويلة الأجل – حتى لو تم رفع القيود”.

وبحسب الدراسة، عاش الأطفال منذ بداية الجائحة في عام 2020 في ظل عمليات إغلاق أو قيود بقوة القانون لمدة 184 يوما في المتوسط، كما اضطر بعضهم في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل كندا، إلى البقاء في المنزل لمدة 13 شهرا (402 يوم).

وبلغ المتوسط تسعة أشهر في أوروبا. وفي الهند، أمضى الأطفال ما لا يقل عن 100 يوم في المنزل.

وذكرت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق الأحد أن عدم انتظام الدروس عبر الإنترنت أدى أيضا إلى اضطراب روتين الحياة اليومية، وهو ما أثّر أيضا على التفاعلات الاجتماعية والنوم وبالتالي على عافية الأطفال.

وأوصت المنظمة جميع الحكومات بإعطاء الأولوية والاستثمار في الصحة النفسية والتعليم المنتظم للأطفال أثناء وبعد الجائحة.

وسبق أن عبر باحثون عن مخاوفهم من تزايد أعراض الاكتئاب والاضطربات الجسدية لدى الأطفال في ظل أزمة كورونا. وكشفت نتائج دراسة نشرت مؤخرا، أنه قبل أزمة كورونا كان اثنان فقط من أصل كل عشرة أطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض نفسية. وبسبب كورونا وصل العدد إلى ثلاثة من أصل كل عشرة أطفال.

ومن أجل معرفة التغيرات التي حدثت خلال فترة كورونا قارن الباحثون نتائج الدراسة بنتائج دراسات سابقة تمّ إنجازها قبل أزمة كورونا. ورغم أن الدراسة أنجزت في ألمانيا إلا أن الخبراء في مختلف دول العالم سجلوا بدورهم وجود تأثيرات على نفسية الأطفال خلال هذه الأزمة.

ومقارنة بالدراسات السابقة تبيّن أن 85 في المئة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالتوتر والضغط خلال أزمة كورونا. وفي شهر يونيو من العام الماضي كانت النسبة 71 في المئة فقط، حسب موقع الصحيفة الألمانية “زود دويتشه تسايتونغ”.

ويرى سبعة من كل عشرة أطفال أن جودة ونوعية حياتهم قد تراجعت. وقبل الجائحة كان العدد ثلاثة من كل عشرة. ووفقًا للباحثين المشرفين على الدراسة فقد ازدادت المخاوف والقلق بشكل كبير مرة أخرى وسط الأطفال.

ولاحظ الباحثون أن إحدى المشكلات التي يعاني منها الأطفال تتمثل في أن النظام الغذائي الذي أصبح أقل صحة وزاد استهلاك الحلويات، كما أن الكثير من الأطفال توقفوا عن ممارسة الرياضة.

في المقابل ازدادت نسبة استخدام الإنترنت بسبب دروس التعلم عن بعد، أو بسبب استخدام الألعاب الإلكترونية، وفق الموقع الاخباري الألماني “شتوتغرتر ناخغيشتن”.

وينصح الخبراء بالحرص على قيام الأطفال بتمارين رياضية في البيت أو في الهواء الطلق وتفادي عزلتهم الاجتماعية عن الأصدقاء. وفي حال ازدادت نسبة الاضطرابات النفسية أو الجسدية ينصح بالتواصل فورا مع خبراء نفسانيين وتربويين قبل تفاقم الوضع.

img
الادمن

العدسة

اترك تعليقاً

العلامات

المنشورات ذات الصلة