fbpx

الجمعة 10 شوال 1445هـ - 19 أبريل، 2024

الرئيس الأفغاني يغادر البلاد وطالبان تدخل كابل

img

أمرت حركة طالبان عناصرها المسلحة، بدخول العاصمة الأفغانية كابل، منعا لحدوث فوضى وحالات سرقة، وذلك بعد انسحاب قوات الأمن، وإعلان رئيس هيئة المصالحة، عبد الله عبد الله، مغادرة رئيس البلاد، أشرف غني.

واعتبر عبد الله، أن مغادرة الرئيس، استهتارا بحياة المواطنين والأمن العام في كابل، مشيرا إلى أنه أصبح “رئيس أفغانستان السابق”.

وقال القائم بأعمال وزير الدفاع بسم الله خان محمدي إن غني “قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن” وغادر البلاد.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من نقل “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أفغاني رفيع قوله إن الحكومتين الأميركية والأفغانية طلبتا من طالبان تأجيل دخول كابل إلى حين الاتفاق على حكومة انتقالية، وقال وزير الدفاع الأفغاني إن غني نقل جزءا من صلاحياته إلى وفد يتوقع أن يغادر للتفاوض مع طالبان في الدوحة.

وأكد المسؤول الأفغاني وجود مفاوضات حاليا بين الحكومة وطالبان لاختيار رئيس حكومة انتقالية مقبول من الجميع، لكنه لا يعتقد أن الحركة ستقبل هذا العرض.

من جانب آخر، ذكرت رويترز أن الوفد الحكومي يضم المسؤول البارز عبد الله عبد الله، ومن المتوقع أن يتوجه اليوم إلى الدوحة للقاء ممثلين عن طالبان لبحث مسألة تسليم السلطة.

من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستدعم جهود المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان في العاصمة القطرية.

وأضاف في مقابلة مع “إن بي سي” (NBC) أن لدى الولايات المتحدة فريقا بالدوحة يعمل مع الأمم المتحدة وقطر ودول أخرى لدعم تلك الجهود، ومعرفة إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية لنقل السلطة، مشيرا إلى أن هذا سيجنب الشعب الافغاني إراقة المزيد من الدماء.

وقد أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، في كلمة وجهها لسكان كابل، أن المدينة آمنة وأن قوات الأمن ملتزمة بالدفاع عنها، مشددا على أن القوات الدولية تساعد في تأمين المدينة.

ومن جانبه قال عبد الستار ميرزاكوال القائم بأعمال وزير الداخلية إن كابل لن تتعرض للهجوم، مؤكدا أنه سيتم تسليم السلطة عبر إدارة مؤقتة وبصورة سلمية.

ونقلت رويترز عن مسؤول بالقصر الرئاسي قوله إن غني يجري محادثات مع المبعوث الأميركي ومسؤولين في حلف الناتو.

في الأثناء، ذكرت وكالة أسوشيتد برس -نقلا عن مسؤولين أفغان- أن مفاوضين من طالبان اتجهوا إلى القصر الرئاسي استعدادا لنقل السلطة.

لكن مصدرا في طالبان نفى أن تكون الحركة أرسلت مفاوضين إلى القصر الرئاسي، في وقت أكدت المخابرات الحكومية ذلك.

كما نفى هذا المصدر -للجزيرة- قدوم رئيس المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادر إلى كابل، مضيفا أنه سيصل العاصمة بعد الاتفاق على نقل السلطة.

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت بأن رئيس البرلمان وعددا من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابل إلى باكستان، مضيفة أن الرئيس السابق ووزير الخارجية الحالي طالبا غني بالاستقالة لحل الصراع.

على أبواب كابل

وذكرت وسائل إعلامية أن إن جميع مقاتلي الحركة الذين دخلوا العاصمة اليوم انسحبوا منها بعد إصدار طالبان بيانا بعدم اقتحام المدينة، في حين أكد القصر الرئاسي أن القوات الحكومية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.

وكانت طالبان قالت إنها لا تريد دخول كابل بالقوة أو الحرب، وإنها تفضل دخولها بسلام، وأضافت -في بيان- أنها أمرت مسلحيها بالوقوف على تخوم العاصمة وتجنب محاولة دخولها.

وقالت أيضا إن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة، لكن الحكومة لم تعلق على الأمر حتى الآن.

من جهته، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن طالبان لا تريد حالة حرب في العاصمة. وأضاف -في تغريدة عبر تويتر- أن طالبان لن تمس الممتلكات والبنوك في كابل وستتخذ خطوات جادة لحمايتها، حسب تعبيره.

كما نقلت رويترز عن قيادي من طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف في كابل، والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطلبت من النساء التوجه إلى أماكن آمنة.

وقال متحدث باسم طالبان لرويترز “ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسنصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها”.

ونقلت الوكالة عن متحدث باسم طالبان قوله إن سياسة الحركة ستقوم على ترك العقوبات كالإعدام والرجم وقطع الأعضاء للمحاكم للبت فيها، مضيفا أنه سيسمح لوسائل الإعلام بانتقاد من تريد لكن من دون تشهير.

وأكد المتحدث أنه سيسمح للمرأة بمغادرة المنزل وحدها دون مرافق، وأن حقوقها ستحترم وسيسمح لها بالتعليم والعمل، على أن ترتدي الحجاب.

مؤامرة وتسليم

وفي سياق تسارع التطورات الميدانية، قال قائد القوات الموالية للحكومة إن مؤامرة أدّت لتسليم مدينة مزار الشريف مركز ولاية بلخ إلى قوات طالبان، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكومية ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين هذه الولاية وأوزبكستان.

وجاء ذلك بعد معارك محتدمة وحصار للمدينة التي تعد أكبر مدن الشمال، وتقع بالقرب من 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وأكد مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن مسلحي طالبان سيطروا على معبر “طورخم” بولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان. وقد أعلنت وزارة الداخلية في باكستان إغلاق المعبر إغلاقا كاملا بعد سيطرة طالبان عليه.

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أن حركة طالبان باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان.

خوست وباغرام

وفي تطور آخر، قالت طالبان إن مسلحيها يسيطرون على مقر ولاية خوست جنوب شرقي البلاد، كما قال مصدر أمني إن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي بالولاية ويطلقون سراح جميع المعتقلين.

في هذه الأثناء، قال مصدر أمني للجزيرة إن ما لا يقل عن 35 مسلحا من طالبان قتلوا بغارات جوية نفذتها القوات الأميركية في 3 ولايات أفغانية.

وقال مصدر أمني إن عبد الرشيد دستم (النائب الأول السابق للرئيس) وكذلك رئيس الجمعية الإسلامية “قائد الانتفاضة الشعبية” عطاء محمد نور فرّا أمس إلى أوزبكستان.

وقد بث ناشطون على مواقع التواصل صورا لما قالوا إنها لحظة اقتحام مسلحي طالبان منزل الجنرال دستم شمالي البلاد.

دخول جلال آباد

وإلى الشرق من البلاد، أعلنت طالبان دخول مسلحيها مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، وأكد مصدر أمني للجزيرة أن الحركة سيطرت على مقر الشرطة داخل المدينة.

كما قال مسؤول في جلال آباد لرويترز إنه لا توجد اشتباكات حاليا بالمدينة لأن الحاكم استسلم لطالبان، وأوضح أن فتح المجال أمام مرور الحركة كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين.

وكان مقاتلو طالبان دخلوا مشارف جلال آباد ليلا. وقال نائب برلماني للجزيرة في وقت سابق إن مفاوضات تجري بوساطة زعماء القبائل بولاية ننغرهار بين السلطات المحلية ومسلحي طالبان، من أجل تسليم المدينة.

وخلال أيام، تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى كابل حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.

img
الادمن

العدسة

اترك تعليقاً

العلامات

المنشورات ذات الصلة