fbpx

الجمعة 19 رمضان 1445هـ - 29 مارس، 2024

أفغانستان .. طالبان تتنصل من وعودها

img

أفادت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، أن عناصر من حركة طالبان قتلوا شخصاً تربطه علاقة قرابة بأحد الصحفيين العاملين لديها، وأصابوا شخصاً آخر بجروح بالغة في أفغانستان.

ولم تدلي الشبكة بأي معلومات عن هوية الصحفي المستهدف والمقيم بألمانيا حالياً، وأضافت الشبكة أن أفراداً آخرون من عائلته تمكنوا من الفرار، فيما كان عناصر طالبان يبحثون عنه.حسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للشبكة صباح اليوم الجمعة.

ولا تزال جهود الإخلاء الدولية من مطار كابل رغم حالة الفوضى هناك، والتي عمت بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد،  حيث تعرض الآلاف من الأشخاص الذين حاولوا الصعود على متن الطائرات للضرب على أيدي عناصر طالبان. “حسب صحيفة واشطن بوست”

وأشارت الصحيفة إلى أن تصرفات الحركة على الأرض تختلف مع وعودها بعدم الانتقام من الناس، واحترام حقوق النساء ، وهذا ما يفسر سبب رغبتهم بمغادرة البلاد من المطار الذي يعتبر هو المنفذ الوحيد للخروج الآمن حاليا.

و أضافت الصحيفة أن العديد من الأشخاص تلقوا أمس الخميس رسائل بريد إلكتروني من وزارة الخارجية تحثهم على الذهاب إلى المطار، حيث لم يجدوا أحد في استقبالهم أو الإجابة على أسئلتهم حول كيفية اللحاق بالرحلات الجوية.

وكشفت وزارة الدفاع الأميركية أنها تعمل على إجلاء ما بين 5 إلى 9 آلاف شخص يوميا من مطار كابل،  سواء من المواطنين الأميركيين أو من الأفغان المتعاونين مع القوات الأميركية التي تواجدت في البلاد على مدى العشرين عامًا الماضية.

وفي مقابلة صحفية قال أحد المواطنين الأفغان – أثناء انتظاره- والذي يحمل جنسية أمريكية ، أنه جاء مع زوجته وطفليه للمطار بعد تلقيه دعوة بالبريد الإلكتروني من وزارة الخارجية، “وصلنا الساعة السادسة صباحا، ومنذ ذلك الوقت وحتى السادسة مساء، لم تفتح البوابة، ولا يوجد شخص يعالج مخاوفنا”.  وأضاف الرجل، الذي تحدث مثل الآخرين، بشرط عدم الكشف عن هويته، لأنه كان يخشى الانتقام، “إنه تعرض للجلد على يد مقاتل من طالبان”.

وفي ذات السياق  قال مواطن أفغاني آخر أنه حصل على الجنسية الأميركية بعد سنوات من العمل مع قوات التحالف في أفغانستان، وقد ذهب إلى المطار مرتين هذا الأسبوع في محاولة لمغادرة البلاد مع أسرته، لكنه وجد الفوضى في المرتين، ولم يكن هناك من يقدم المساعدة.

وأضاف الرجل الذي يخشى أن يتم رصده وهو يتحدث إلى الأميركيين عند البوابة، “أعلم أنهم غارقون في إجلاء الكثير من الناس، لكنني لم أستطع الذهاب إلى الداخل للتحدث معهم”.

وقال عن طالبان: “إنهم يبحثون من منزل إلى منزل ويحاولون العثور على الأشخاص الذين كانوا مترجمين أو عملوا مع قوات التحالف. وإذا لم يجدوهم، فإنهم يقتلون عائلاتهم”.

طالبان تتنصل من وعودها

قال المدير العام لـشبكة “دويتشه فيله”، بيتر ليمبورغ، في بيان إن “مقتل قريب لأحد محررينا على يد طالبان أمر مأساوي بشكل لا يصدق ويظهر الخطر الشديد الذي يتعرض له جميع العاملين معنا وعائلاتهم في أفغانستان”.

وتابع: “يبدو أن طالبان تجري بالفعل بحثا منظما عن الصحافيين في كابل وفي الولايات الأفغانية. الوقت ينفد!”.

وأفادت الشبكة عبر موقعها الالكتروني أن حركة طالبان داهمت منازل ثلاثة صحافيين يعملون لحسابها “دويتشه فيله”، وأشار الموقع أيضاً أن طالبان خطفت نعمة الله هيمات الذي يعمل مع قناة “غرغشت تي في” الخاصة، ونقل عن السلطات مقتل صاحب محطة “باكتيا غاغ” الإذاعية.

وبعد سيطرتها على كامل أراضي البلاد تقريبا في الأسابيع الأخيرة وعلى كابل نهاية الأسبوع، أكدت طالبان أنها ستحترم حرية الصحافة.

بينما قام مسؤولو طالبان بإيماءات تصالحية منذ تولي المجموعة السلطة – مع وعود باحترام حرية الصحافة وحقوق المرأة ، فضلًا عن التأكيد على أنهم لن ينخرطوا في أعمال انتقامية – ، إلا أنه كانت هناك مؤشرات جديدة على أنهم لن يفوا بوعدهم، وكثّـفت البحث عن أشخاص عملوا لحساب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي، وفق ما جاء في وثيقة للأمم المتحدة، رغم وعودها بعدم السعي للانتقام من معارضيها.

وجاء في التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء في تقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، أن طالبان وضعت “قوائم ذات أولوية” للأفراد الذين تريد توقيفهم.

وأوضح مدير المجموعة كريستيان نيلمان في تصريحاتٍ صحفية “يستهدفون عائلات الذين يرفضون تسليم أنفسهم، ويلاحقون ويعاقبون العائلات “وفقا للشريعة”. ”

وقال التقرير إن مقاتلي طالبان يتنقلون من منزل إلى منزل، ويقيمون نقاط تفتيش ويهددون باعتقال أو قتل أقارب “المتعاونين” في المدن الكبرى.

ويصف التقرير، الذي أعده المركز النرويجي للتحليلات العالمية، حركة طالبان بأنها متحمسة للبحث عن واستجواب أو معاقبة المرتبطين بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

ويتعرض الأشخاص الذين كانوا في مناصب مركزية في الجيش والشرطة ووحدات التحقيق للخطر بشكل خاص، وفقًا للتقرير، على الرغم من تعهد طالبان هذا الأسبوع بمنح عفو لمسؤولين سابقين.

ويشير التقرير أيضا إن المقاتلين يستخدمون تركيز الغرب على إجلاء الرعايا الأجانب “للبحث دون قيود عن أهداف أفغانية داخل المدن”، بالإضافة إلى أن الحركة تقوم أيضا بفحص الأفراد خارج مطار كابل.

img
الادمن

العدسة

اترك تعليقاً

العلامات

المنشورات ذات الصلة